mardi 17 mai 2011

صحيفة الوطن الجزائري - شاهد عيان يروي للعالم حكاية ثورة اللؤلؤة التي يسعى النظام وأبواقه إلى تشويه معدنها الأصيل

شاهد عيان يروي للعالم حكاية ثورة اللؤلؤة التي يسعى النظام وأبواقه إلى تشويه معدنها الأصيل

حجم الخط: Decrease font Enlarge font
image
في بداية السنة الحالية 2011 قرر شباب البحرين أن يطلقوا يوم احتجاجات في البحرين في يوم 14 من شهر فبراير، مطالبين فيه بمزيد من الحريات، إلغاء سياسة تكميم الأفواه، التحقيق في ملف التجنيس، إقالة رئيس الحكومة والذي جلس على كرسيه لمدة 40 عاماً والمطالبة بمملكة دستورية كما وعد الملك سابقاً وأخلف وعده فيما بعد.. في يوم 14 فبراير خرجت الاحتجاجات في شتى مناطق البحرين بطريقة سلمية، رافعة أحلام البحرين، ومشكلة مسيرات صامتة على جوانب الشوارع العامة وأخرى بشعارات مطالبة بالإصلاح. إلا أن ذلك لم يعجب النظام الحاكم! فاستخدم لغة العنف كالعادة وقمع هذه المسيرات مسقطاً شهيد الثورة الأول علي مشيمع (21 عاماً) برصاص الشوزن (الإنشطاري) المستخدم لصيد الطيور والمحرم دولياً، وفي اليوم التالي سقط الشهيد الثاني فاضل المتروك (31 عاماً) بالرصاص الإنشطاري أثناء مراسم عزاء الشهيد الأول. عندها اتخذ الشباب المعارض دوار اللؤلؤة مقراً للإعتصام والتعبير بالشكل السلمي، وفي تاريخ 17 فبراير وعندما كان المعتصمون آمنون مطمئنون ونائمون، باغتهم سلاح الجيش الغادر الفتاك، نساءاً ورجالاً، شيباً وشباباً، وعند الساعة الثالثة فجراً، وعندما لم يكن هنالك مكان للهرب ولا ضوء ينير الدرب للابتعاد عن الرصاص سقط عدة شهداء وهم: الشهيد محمود أبو تاكي (23 عاماً)، والشهيد علي خضير (53 سنة) بطلق مباشر بالرصاص الإنشطاري، والشهيد عيسى عبد الحسن (53 عاماً) والذي سقط على طريقة الإعدام حيث تم تصفيد يديه ومن ثم فرغ أحد أفراد الداخلية البحرينين الحاقدين الذخيرة في رأسه حيث تناثرت أشلاء جمجمته بشكل بشع جداً. وعندها توجهت سيارات الإسعاف إلى موقع المجزرة ولم تسمح لها قوات الجيش والشرطة بنقل الشهداء أو إسعاف الجرحى. عندها خرجت مسيرة تضم أطباء من مستشفى السلمانية إلى موقع المجزرة (حوالي 3 كيلو متر)، تم الاعتداء على المسيرة من قبل قوات الجيش والشرطة وأسقطت الشهيد علي المؤمن (22 عاماً) بالرصاص الإنشطاري وعشرات الجرحى. في اليوم التالي وعند الإنتهاء من مراسم عزاء شهيد الثورة الأول خرجت مسيرة احتجاجية سلمية كان في مقدمتها الشهيد عبد الرضا بوحميد والذي أطلق الجيش الرصاص الحي عليه في رأسه وهو رافعاً يديه نازعاً قميصه معبراً عن سلميته. غضب الشباب والعودة إلى الدوار مرة أخرى: في تاريخ 19 فبراير وتزامناً مع الغضب الذي ملأ الشارع إلا أننا لم نخرج عن سلميتنا، ولكننا قررنا العودة إلى الدوار بالرغم من سيطرة الجيش عليه، فتقدم المئات من الشباب العزل إلى الدوار إلا أن الجيش قمعهم مرة أخرى وبكل قسوة فأوقع العشرات من الإصابات، فكانت سيارات الإسعاف لا تتوقف وصوتها لا ينقطع عن مسامعنا وكأننا نشاهد فلم من أفلام الحرب! فلم تمر مثل هذه المشاهد علينا من قبل! ازداد غضبنا ولكننا تقدمنا حاملين الورود وأعلام وطننا الحبيب برغم الجراح والألم الذي يعتصرنا على فقد 7 شهداء خلال 5 أيام فقط! وفي بلد لا يتعدى سكانه 700 ألف نسمة! تقدمنا في مسيرة كبيرة من مستشفى السلمانية متجهين إلى الدوار وتوقفنا في منتصف الطريق منتظرين بعض المسيرات المتقدمة من بعض القرى حتى اجتمعنا جميعاً وتقدمنا كلنا مرة واحدة في مسيرة حاشدة ونحن ننادي: " الله أكبر .. الله أكبر".. كانت أصواتنا ترعبهم، وكلمة " الله أكبر" تخيفهم.. فاقتربنا من الدوار وإذا هم ينسحبون شيئاً فشيئاً. وصلنا إلى الدوار وكانت دماء الشهداء والجرحى تغطي المكان، قررنا البقاء فانتشر الخبر سريعاً، وجاء الناس في مسيرات كبيرة، بدأنا في نصب الخيام للمبيت وهيئنا المكان للتجمع. يوماً بعد يوم كان الناس يطمئنون أكثر وأكثر، حتى وفرنا الأكل والشرب مجاناً على مدار الساعة، وأقام الشباب لجنة للتبرع لعوائل الشهداء ولجنة للتبرع بالأكل والشرب. وعلى إثر غضب الشارع العام ومطالباته المحقة، انضمت أكثر الجمعيات السياسية إلى الشباب في الاعتصام وشجعتها على ذلك، وكان بين هذه الجمعيات جمعية الوفاق الوطني التي استقال أعضائها الثمانية عشر من المجلس النيابي احتجاجاً على المجزرة. والجدير بالذكر أن الجمعية مثلت 62% من عدد الأصوات في الإنتخابات والذين يمثلون نصف البرلمان تقريبا والذي يشمل أربعون مقعداً ولذلك يعتبر البرلمان فاقداً للشرعية بعد استقالتهم. اجتمعت المعارضة لتضع مطالب الشعب وشروط الحوار، ونسق الشباب والجمعيات السياسية العديد من المسيرات السلمية والتي وصل عدد أحدها وبالتحديد مسيرة إسقاط الحكومة إلى أكثر من 400 ألف نسمة. كان أكثر شعار تم رفعه في هذه المسيرات والاعتصامات هو شعار الوحدة الوطنية والتي كان هدف الحكومة تفكيكها بشتى الطرق بالإضافة إلى سعيها لنشر الفتنة الطائفية لاتهام الشعب بأنهم المخربون وأنهم أساس القمع والخراب في البلاد، وعملت الحكومة على الكثير من المسرحيات الغبية والمكشوفة أمام العالم والرأي العام الواعي. ولكن كان لهذه المسرحيات أنصارها ومشجعيها وخصوصاً من الأطراف المقربة للنظام الحاكم والمتشددين الحاقدين على وحدة هذا الشعب والذين حاولوا بدعمٍ حكومي جر الشارع إلى العنف، ولكن محاولاتهم بائت بالفشل أمام وعي الشارع العام وشباب الثورة وأمام المعارضة بقيادة الشيخ عيسى قاسم والذي كان يشدد على السلمية ولم الشمل وسد الثغرات التي حاول رؤوس الفتنة فتقها أكثر وأكثر. بالإضافة إلى التشجيع على سلمية الشباب وتحركاتهم المطالبة بالإصلاحات المشروعة. استمرت الاعتصامات والاحتجاجات وكان ميدان اللؤلؤة بمثابة ميدان التحرير بمصر، حيث أنه لم يخلوا في أي ساعة من آلاف المواطنين الذين أبهروا العالم بصمودهم وملازمتهم للميدان. وعلى إثر ذلك تم الإفراج عن الكثير من المعتقلين السياسين والسماح للبعض بالعودة إلى أرض الوطن وظهرت بوادر الحوار الوطني الذي أشاد به ولي العهد الذي كان جزء كبير من الشارع العام يثقون به ويعولون عليه. ولكن وفي أثناء أحد اللقاءات المباشرة لولي العهد على شاشة تلفزيون البحرين ووعوده للشارع العام وإقراره بجواز التظاهر السلمي إلا وأنه في اليوم التالي لهذا اللقاء تم الهجوم دون سابق إنذار كالعادة على الاعتصامات السلمية الكبيرة في ميدان اللؤلؤة وعلى الاعتصام الثاني بالقرب من المرفأ المالي الذي اشترى أرضه رئيس الوزراء بدينار واحد (2.65 دولار)، وسقط العشرات من الجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفى الميداني في الموقع وإلى مستشفى السلمانية، والجدير بالذكر أن قيمة الأرض تقدر بعشرات الملايين. مما يثبت وجود أكثر من ربان لقيادة السفينة التي ظهرت بوادر الغرق عليها بسبب التباين والحماقة في قرارات الحكومة. وبسبب الهجوم على الإعتصامات السلمية وسقوط العديد من الشهداء، قرر الشباب إغلاق الشارع الرئيسي احتجاجاً على القمع الوحشي ولوضع عقبات أمام القوات لعدم الوصول لأماكن الاعتصام بسهولة و بعد وعود ولي العهد وإقراره بحقنا في التظاهر السلمي الذي تلاه القمع الوحشي دون مبرر. وبعدها بأيام بدأ بلطجية النظام باللباس المدني والسيارات الخاصة مدعومة بسيارات الشرطة الإنتشار والتهديد بالسلاح، وأسقطوا الشهيد علي الدمستاني (17 عاماً) بعد أن دهسوه بإحدى سياراتهم. دخول قوات درع الجزيرة: بعد أيام من إغلاق الشارع وفي خطوة بالغة الحماقة من قبل السلطة البحرينية وبالغة الحقد من قبل السلطة السعودية وبتاريخ (14 مارس) دخلت قوات درع الجزيرة بمدرعات ودبابات وأجهزة حربية متطورة إلى أرض البحرين رافعين علامات النصر وكأنهم قدموا لتحرير فلسطين!. وفي اليوم التالي لدخولهم بدأت البحرين تنزف على أيديهم عندما هجموا على قرية سترة بكل وحشية بالرغم من عدم وجود الاعتصامات هناك. فكانوا يطلقون على أي شخص في الشارع وكأنهم يلعبون إحدى لعب الفيديو! فأسقطوا الشهيد أحمد فرحان (30 عاماً) برصاص مباشر في الرأس عن قرب حيث تهشمت جمجمته وتناثرت أشلاء مخه، والشهيد عيسى رضي (47 عاماً) والذي أستشهد متأثراً بجروحه بعد أيام. بالإضافة إلى عشرات الإصابات بالرصاص الإنشطاري. ومن ثم طوقوا مستشفى سترة الصحي الذي كان يعج بالمصابين وأهاليهم. حيث سقط أحد العمال الأجانب واسمه (Aklas Miah) ويبلغ من العمر (50 عاماً) عند دفاعه عن النساء والوقوف دون وصول أفراد الجيش إليهم، وهو من الجنسية البنغلاديشية وقد عمل في البلاد 31 عاماً. فكانت هذه مكافئته من قبل الحكومة. في هذا اليوم كانت المأساة كبيرة حيث أن كثيراً من المعتصمين ذهبوا إلى قراهم للاطمئنان على أهاليهم حيث كثرت ظاهرة بلطجية النظام في شتى القرى الشيعية. وكان قسمٌ كبير في مستشفى السلمانية الذي كان يعج بالمصابين. حيث كنت من ضمن الجماعات التي تتقاسم الحراسة على جميع البوابات لتحذير من هم في الداخل في حال حدوث شيء في الخارج. هجوم القوات البحرينية مدعومة بدرع الجزيرة على ميدان اللؤلؤة (16 مارس): وأثناء حراستنا وانشغالنا بالدعاء، وتحديداً عند الساعة الخامسة فجراً وصلنا خبر بتقدم الشرطة مدعومة بقوات الجيش، وبعد ساعة أو أكثر بقليل وإذا بـ 6 طائرات هوليكبتر حربية منها اثنتان من نوع أباتشي تتقدم نحو ميدان اللؤلؤ. عندها توجهنا بسيارتنا إلى موقع الاعتصام وأثناء توجهنا بدأ صوت الرصاص يصل إلى مسامعنا حيث أن تحليق الطائرات لم يدم كثيراً حتى وصلت القوات إلى اعتصام المرفأ المالي وإعتصام اللؤلؤ وبدأ القمع بشكل غير مسبوق. فكانت قوات الشرطة والجيش تطلق مسيلات الدموع والرصاص الإنشطاري والقنابل الصوتية التي كانت تطلق من الطائرات نفسها. سقط العشرات من الجرحى وسقط العديد من الشهداء: الشهيد جعفر صادق (40 سنة) برصاص حي، أحمد عبدالله (21 سنة) برصاص حي. وفي أثناء نقل العشرات من الجرحى إلى مستشفى السلمانية سيطرت الشرطة مدعومة بقوات درع الجزيرة على المستشفى الذي كان يعج بالمصابين الذين قامت هذه القوات التي لم تمتلك ذرة من الإنسانية بالتنكيل بالجرحى والطاقم الطبي، بالإضافة إلى إحتجاز سيارات الإسعاف واستخدام بعضها من قبل رجال الأمن للقبض على المصابين ودخول القرى وقنص المتظاهرين. وعلى مر الأيام عاثت هذه القوات في البلاد فساداً كبيراً حيث أسقطت الشهيد عبد الرسول الحجيري (38 عاماً) بتاريخ 19 مارس تحت التعذيب عند أحد نقاط التفتيش عند توجهه لإصلاح جهاز الإستقبال، في اليوم التالي سقط الشهيد جواد الشملان (46 عاماً) برصاص في البطن، وفي اليوم التالي سقطت الشهيدة بهية العرادي (50عاماً) برصاص قناص في الرقبة وهي تقود سيارة صديقتها. وبتاريخ 24 مارس سقط الشهيد هاني عبد العزيز (33 عاماً) بالقرب من منزله بأربع رصاصات من النوع الإنشطاري وظل ينزف لساعات، وفي نفس اليوم توفي الشهيد عبد العزيز عياد (33 عاماً) تحت التعذيب في قوة دفاع البحرين وهو يعمل هناك. وفي اليوم التالي توفي الحاج عيسى محمد (71 عاماً) إثر اختناقه بالغاز المسيل للدموع، وفي تاريخ 30 مارس سقط الشهيد السيد أحمد شمس (15 عاماً) بطلق مطاطي مباشر في الوجه، وفي تاريخ 3 أبريل سقط الشهيد حسن جاسم (31 سنة) في السجن تحت التعذيب. وفي 6 أبريل سقط الشهيد السيد حميد المحفوظ (57 عاماً) تحت التعذيب في الشارع وتم إلقاءه بالقرب من أحد محطات البترول، في 9 أبريل سقط الشهيد علي صقر (31 عاماً) و الشهيد زكريا العشيري (40 عاماً) في السجن تحت التعذيب، وفي تاريخ 12 أبريل سقط الشهيد كريم فخراوي (49 عاماً) في السجن تحت التعذيب والذي هددت السلطة عائلته إذا أقيمت له جنازة أو تم تصويره آثار التعذيب، ولكن غضب الشباب لم يقبل ذلك فصوروه بعد أن تم إخراجه من المغتسل وأقاموا له جنازة كبيرة، وبتاريخ 29 أبريل سقط أصغر الشهداء محمد عبد الحسين فرحان (6 سنوات) إثر الإختناق عند إلقاء القوات الغازات الخانقة والمسيلة للدموع على بيتهم. هذا واستمرت المداهمات الليلية للمنازل والاعتقالات في صفوف الأطباء والممرضين والأساتذة والكثير ممن شاركو في الاعتصامات السلمية، حيث وصل عدد المعتقلين إلى ألف أو أكثر بينهم عشرات النساء الذين نخشى أن يكونوا تحت التعذيب كما يصلنا من أخبار بحسب شهود عيان من بعض المعتقلين والمعتقلات المفرج عنهم. بالإضافة إلى إعتماد السلطة سياسة التجويع ففصلت الكثير من الموظفين الذين وصل عددهم حتى الآن إلى أكثر من ألفين موظف وموظفة. وكل هذه الخطوات تأتي بدافع الإفلاس السياسي الذي يعيشه النظام ومحاولة إسكات الشارع العام بشتى المحاولات التي وصلت إلى التهديد للبعض بالاغتصاب في حال محاولة إيصال المعلومات إلى القنوات الإخبارية أو الصحف. كتب بواسطة : أبـو فـاطـمـة

شوهد المقال 1444 مرة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

facebook

https://www.facebook.com/?sk=lf
Powered By Blogger