ن نستطيع ان نتحدث عن الثّورات العربية ... إلا بعد أن نحذو حذو أمريكا و اسرائيل
2011-05-15 18:40:37
لا ينبغي للجماهير العربية ان تتباكى واقعها – و لا ينبغي للشباب الذي سُمي بــ " شباب الفيس بوك" أن يغالط نفسه ، ويعتقد أنّه صانع الثّورات العربيّة التي حرّرت الشّعوب من براثن الأنظمة المتعفّنة عبر عشريات الخزي و العار و النّفاق و التملّق للغرب، منذ استعادة دولنا قاطبة لسياداتها الوطنيّة- الصّورية – حيث بقيت و ما تزال مسلوبة الثّروات، ما بطن منها و ما ظهر .. و مسلوبة الإرادة العربيّة القوميّة و الإسلاميّة.
لكنّ ذالك ، لا يعطينا الحقّ أبدا و إطلاقا، في أن نحمّل أمريكا و اسرائيل والإتحاد الأوربي، فشل حكّامنا، و خنوع أنظمتنا، و ركوع المحسوبين على الأمّة .. تحت أقدام تلك الدّول التي تسمّى بالدّول المتقدّمة.
لأمريكا الحقّ في الدّفاع عن مكانتها العالميّة، و العمل على احكام قبضتها في كلّ المجالات .. رغم أنوفنا، شئنا أم أبينا ! أمريكا لها كلّ الحقّ في الاعتداء على حقوق الانسان و اعتقال من تشاء من بني البشر ، حيث ما كان، و من كان، و أين كان – من حقّها اعتقال رؤساء الدّول، و قتل بن لادن، و سجن تيسير علّوني، و الجهر بمعاداتها للإسلام و المسلمين – من خقّها أن تدافع عن مصالحا أينما كانت – كدولة لها سيادتها التي تسود بها العالم العلوي.. و العوالم السّفلية، و العوالم الخنوعة، و العوالم المنبطحة... و من حقّها أن تحترف "صعود الجبال" و إلاّ كيف عرفنا و تسنّى لنا أن عرفنا أنّنا نعيس "... بين الحفر" لولا أمريكا و أوروبّا؟ !
و لماذا، نلقي بالملامة على اسرائيل... التي من حقّها أن تطبّق مشروعها، مشروع " سايس بيكو" و من حقّها كشعب يحترم نفسه، و يحترم مفكّريه، و يحدّد أهدافه و يسعى من أجل فرض سيطرته و هيمنته .. ما بين النّهرين.
أليس من حقّ الشّعوب أن تبحث في ماضيها و أن تجري الحفريات و لو في القدس الشّريف؟ إذن لماذا التّباكي و الشّكوى من أمريكا و إسرائيل؟
ما دمنا نحن الشّعوب، من قبل تسلّط الأنظمة و خنع لها، أليس الشّعوب على دين ملوكها؟ ... عفوا ! أليس الحكّام على دين شعوبهم؟ متى كنّا كشعوب لا نقبل إلاّ صعود الجبال.. متى كنّا كشعوب يسهر بعضنا لبعض بالحمّى من جاكرتا إلى مرّاكش؟ متى كنّا كشعوب نرفض أن نتّخذ من الحفر أدحيات لنا؟ متى كنّا كشعوب نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب حكّامنا؟ متى أنتجنا.. فكرا، أو آلة أو سلاحا أو ... همّة زرعناها في نفوس الأجيال، غير قصص لصراع الأغنياء و الفقراء، في أفلام مصوّرة ضعيفة الإخراج؟ من فينا من أنتج قصائدا كقصيدة الشّابي أو قصيد "شعب الجزائر مسلم" للشيخ عبد الحميد بن باديس؟ متى كنّا نقرأ.. كما قال الشّيخ محمد الغزالي،،، فعجبت لأمّة إقرأ كيف لا تقرأ؟
ألم نعش، كشباب تعلّم الكتابة و القراءة، في تكفير الغير؟ ألم يكفّر الاشتراكيّون و القوميّون الإسلاميّون و أباحوا اضطهادهم اوقوفهم أمام عجلة الاشتراكية الأمميّة و اللّيبرياليّة و الرّأسمالية العالميّة؟ ألم يكفّر، باسم الدّين السّمح... دين " إنمّا أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر" شباب اعتنق دين المظاهر، و هاجر الجواهر، جوهر المعرفة، جوهر الإخلاص و التّفاني في خدمة الوطن ، جوهر الرّباط الصّناعي و الإنتاج الفكري؟
أليست شوارعنا وسخة، و نحن امّة الطّهارة؟ أليس عماراتنا وسخة و نحن أمّة الطّهارة؟ أليست نسب الأميّة في صفوفنا عالية و نحن أمّة إقرأ؟ أليس كلامنا فيه كفر و إلحاد و استعلاء؟ ألسنا طوائف في الطّائفة الواحدة يكفّر بعضنا البعض؟ ألا يعلم كلّنا أنّنا ضحيّة – فرّق تسد – فازددنا تفرقة و تمزّقا، بعد أن علمنا ذالك؟
كلّ حزب فينا إلاّ و له سيّد يقوده من خارج الحدود، حتّى صرنا أحزاب امتداد لأجندات أجنبيّة من حيث ندري أو من حيث لا ندري، في غالبيّة الأمر .. من حيث ندري أنّنا خدم لأناس أباعد قبل الأقارب- و من هنا وجب علينا أن نحذو حذو أمريكا، و حذو اسرائيل.. و حذو الصّين، و نبتعد كلّية عن المثل الرّوسي و السّوفياتي.. لأنّنا أمةّ تؤمن بموروثها الإيماني. و لا ينبغي علينا أن نلقي بالملامة على حكّامنا الذين وصفناهم بشتّى النّعوت السيّئة،،، و هم برآء من ذالك، لأنّه : كما كنّا ولّي علينا. أمّا الثّورات العربيّة، فهي على ما أعتقد - ربّانيّة المصدر – تدخل في قانون – إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم... و السّؤال هو " كيف سنكون؟ مخافة من يولّى علينا ... أمريكا، بسبب الإفراط في التحرّر و إسقاط الأنظمة !!!
إنّ فلسفات الحكم لا بدّ و أن يعود إليها الشّباب العربي ... بعد ان عادت مصر إلى أحضانه- لا بدّ له أن لا يطيل في أزمة الفراغ، و أن يترك للحكومات المنبثقة عنه لعب دورها مع ارساء حكم ديمقراطيّ نزيه يراقبه من بعيد... لكلّ أبنائ الوطن، مهما اختلفت مشاربهم، و عقائدهم الحقّ في التّمثيل – و أن لا يقصى أحد ! لما تطوّرت الصّين؟ لماذا تطوّرت الهند؟ أليس لنا في إندونيسيا و ماليزيا مثلا ؟ !
و أخيرا إنّ الحوار الجادّ ينطلق من هنا، حسب رأيي، من إحترام غيرنا و إن كان عدوّنا، لنستمدّ منه طاقاتنا التي نصلها بموروثنا القومي و الاسلامي و نبدأ صفحة ندوّن فيها أهدافنا و نجسّد فيها آمالنا و نستعيد بها مجدنا التّليد...
محمد يحيى
شوهد المقال 88 مرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire