vendredi 4 mars 2011

جريدة الوسط اليومية | الوان العذاب في سجون أمن الدولة

جريدة الوسط اليومية | الوان العذاب في سجون أمن الدولة: "– Envoyé à l'aide de la barre d'outils Google"
الجمعة 04 مارس - 11:51مساء
عدد التعليقات : 0
حجم النص: |
photo
الوان العذاب في سجون أمن الدولة

تعذيب.. واعتداءات جنسية وظلم بلا حدود فلا قانون ولا رقيب. الآلاف تم قذفهم في غيابات السجون والمعتقلات بلا ذنب اقترفوه . صورة كئيبة ومخيفة رسمها عدد من المعتقلين السياسيين في عهد النظام السابق .

حيث نقلت صحيفة الوفد بعض وقائع التعذيب التي كانت تتم داخل سجون امن الدولة في ظل هذا النظام الفاسد و ذلك من خلال وقائع جلسة الاستماع التي نظمها ائتلاف المراكز الحقوقية بالإسكندرية، والذي يضم 6 مراكز ـ وهي »الشهاب لحقوق الإنسان، وضحايا لحقوق الإنسان، والنديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومركز نصار للقانون والمحاماة وحقوق الانسان، وجمعية بلدي لتنمية الديمقراطية، وجمعية المساعدة القانونية لحقوق الانسان«.

كانت البداية حيث كشف عبدالله عمر عبدالرحمن نجل الشيخ عمر عبدالرحمن أحد قيادات الجماعات الاسلامية في التسعينيات والمحكوم عليه بالسجن مدي الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية أن سبب سجن والده هو الرئيس المتنحي حسني مبارك وأن عدم عودة والده إلي مصر كما هو منصوص في بروتوكولات التعاون بين مصر وأمريكا هو العداء الشخصي من مبارك لوالده وهذا ما صرحت به القيادات الأمنية له بعد أن توجه عبدالله لهم من أجل أن يحاكم في مصر أو يقضي باقي عقوبته في مصر فكان هذا الرد وطالب عبدالله الرئيس باراك أوباما أن يفرج عن والده وأن يعيد النظر في قضيته التي قال عنها النائب العام السابق رمزي كلارك انها قضية ملفقة وأن علي أوباما أن يطبق دعواته إلي الحرية التي ينادي بها وأن يوقف الاهانة التي يتعرض لها الشيخ لأنه يهان بسبب أنه رمز للاسلام و أنه أحد مشايخ الأزهر، وأضاف عبدالله أن والده رغم معاناته إلا أنه رفض العودة إلي مصر في ظل نظام مبارك وذلك ليس خوفًا منه أو من نظامه ولكن لأن الشيخ كان يقول كلمة الحق ولا يخشي أحدًا وكان هذا سبب كره مبارك له، فقد أشار عبدالله إلي أنه قد توجه لعدد من علماء الأزهر التي كانت في عصر مبارك السابقة لمساندة والده ولكنهم اجمعوا على انهم لايملكون له شيئا قائلين: أنه لن يستطيع أن يفعل شيء و إنه من أنبل الناس ولكننا لا نملك له إلاّ الدعاء. وأكد عبدالله انه توجه لشيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب بعد سقوط النظام وأنه قال له بأنه سيدرس الموقف القانوني مع اللجنة القانونية من أجل أن يري كيفية التحرك في قضية الشيخ عمر عالم الأزهر. وطالب عبدالله علماء الأزهر بالتحرك من أجل نصرة والده باعتباره أحد علماء الأزهر الذين يعرف العالم قدرهم و يعرف وسطيته وأنه لم يدع يومًا إلي العنف. وشدد عبدالله علي أنه يجب علي وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الإنسان أن تتبني قضية الشيخ عمر الذي يناهز الثلاثة والسبعين عامًا واصيب بأمراض عدة بسبب حبسه الانفرادي علي مدار ثمانية عشر عاما وانتهاك أبسط حقوقه مجاملة لمبارك ونظامه السابق كما ناشد عبدالله المجلس العسكري أن يتبني قضية والده ويستعيده ليفرج عنه في مصر وليتأكدوا أنه حبس زورا وبهتانا وأن الافراج عنه سينهي كثيرًا من العداء للغرب لأن له كلمة مسموعة وهو معروف عنه الوسطية بين الجماعات الاسلامية المختلفة. وأضاف أنه تم تلفيق له عشرات القضايا داخل المحاكم المصرية، ولكن قضاء مصر الشامخ برأه من جميع التهم التي حاول نظام مبارك الفاسد إلصاقها به، فقضاء مصر لم يلوثه النظام الفاسد. كما فجر نجله مفاجأة بأن والده قد تعرض لعملية اغتيال من الأجهزة المصرية في عام 88 عندما خرج من مسجد »علي انور« وفوجيء باطلاق النار عليه والقنابل المسيلة للدموع، ولكن انقذته العناية الإلهية من عملية الاغتيال، فوضعوه تحت الإقامة الجبرية عامًا كاملاً (1989 حتي 1990) فكان لا يخرج من منزله إلا للصلاة في المسجد، وحاول أن يسافر إلي أداء سنة العمرة ولكن السلطات المصرية منعته أكثر من مرة. وقال: إن والده علم أن النظام المصري يحيل بينه وبين طريقه الدعوي، فسافر إلي السودان ثم طاف بلدانا عديدة لنشر الاسلام فيها والسنة النبوية، علي أن انتهي به المطاف في أمريكا، وعمل بالدعوة الاسلامية فيها حتي صار اسمه يعرفه أغلب الاسلاميين في أمريكا، حتي أن قناة الـ CNN أجرت معه حوارًا كاملاً، وقال فيه إن حسني مبارك هو قاتل الابرياء وانه يعتقل ويعذب الشباب. وأضاف: وعلي الفور قام نظام مبارك بفبركة قضية لأبي عام 92 وهو يقيم في أمريكا وتم الحكم عليه 7 سنوات غيابيا، وتم القبض عليه في أمريكا، ووجهوا له اتهامات منها التحريض علي جرائم العنف والاغتيال، والتحريض علي نصف المباني العامة في نيويورك، والتآمر والتحريض علي اغتيال حسني مبارك أثناء زيارته لنيويورك، وتدريب أشخاص علي عمل المفرقعات، علي الرغم من أنه كفيف وتم الحكم عليه في مجموعة هذه الاتهامات بالسجن لمدة 385 عامًا، أي السجن لمدي الحياة مع العلم أن القاضي الذي حكم علي أبي كان يهوديا والقانون الذي حوكم به أبي كان استثنائيا وليس أمريكيا ولم يطبق منذ 200 عام، أي أيام الحرب الأهلية.

أما مجدي عثمان الذي قضي من عمره في السجن 17 عامًا خلال حكم مبارك، فيقول عن نفسه انه دخل إلي السجن في ريعان شبابه عندما كان عمره 28 عامًا وخرج من السجن عندما تجاوز عمره الـ 45 عامًا، فمرضت والدتي بمرض السرطان، وخلال الـ 17 عامًا لم أر زوجتي ولا أولادي ولا أمي المريضة، وتحدث عن سجن أبوزعبل وقال: كانت إدارة السجن تأتي لنا بالمياه من ترعة الإسماعيلية وكانت المياه رائحتها كريهة ولا يطيق أحد أن يشمها لا أن يشربها، فكنا نضع المياه في زجاجات ثم نأتي بالقماش ونحاول أن »نصفيها« من الشوائب والطين الذي يملأها، فالمياه التي كنا نشربها خارج السجن والتي كنا ندرس خصائصها في المدارس أنه ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة، ولكن اختلفت تمامًا مياه أبوزعبل عن المياه التي كنا ندرسها في كتب المدارس فكانت المياه لونها أسود وطعمها لا يطاق ورائحتها كريهة، وعلي الرغم من ذلك كنا نشربها حتي نعيش ولكن سقط منا شهداء داخل السجن لأن معدتهم كانت لا تتحملها وعن شكل الزنزانة قال عثمان: لا توجد كهرباء فيها والصراصير والحشرات الغريبة كانت تملؤها، ولا يوجد بها حمام وكنا نقضي حاجاتنا في أكياس وكنا نتيمم لنصلي، وكان في كل صباح يحدث تفتيش من إدارة السجن »ويسمي تفتيش مصلحة« كان المخبرون والضباط يدخلون علينا ويخرجوننا من الزنازين ويجعلون وجوهنا في الحيط، ثم يسرقون كل ما في الزنزانة، ثم يأتون بمياه المجاري ويملأون بها الزنزانة فلا نصلي من النجاسة ولا ننام من الرائحة والمياه العفنة وكشف عثمان عن وسائل جديدة للتعذيب وقال: خلال 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح، حتي فقدنا الكالسيوم من اجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع اسناننا وحرمنا من الشمس واصاب الكثير منا بتشنجات وصرع، فكان اي حدث يحدث خارج السجن مظاهرات أو خلافه كنا نعذب بسببه، فالدماء كانت تنزف من اجسادنا يومياً.

أما مجدي زكي محمد موسي الحاصل علي ليسانس حقوق وإجازة في تعليم القرآن الكريم والذي اعتقل في شهر 8 عام 1990م فانه يقول: الضابط اللي ألقي القبض عليا قال لي نصف ساعة نحقق معاك وترجع لبيتك بالسلامة فرجعت لبيتي في 2007/7/29م!!، وحتي الآن لا اعرف ماذا صنعت ولماذا تم اعتقالي كل هذه الفترة علي الرغم من انني حصلت علي مئات الاحكام القضائية الواجبة للإفراج عني ومعي صور تلك الاحكام. وفجر »مجدي« مفاجأة من العيار الثقيل وقال: 17 عاماً ضاعت من عمري في سجون مبارك وبعد الثورة الناجحة التي اطاحت بالرئيس مبارك وحبيب العادلي، نسمع خبر تعيين اللواء محمود وجدي وزيراً للداخلية، اللواء محمود وجدي هو رئيس مصلحة السجون فترة اعتقالي، فكان هو الشاهد علي تعذيبنا، ودفن مئات الشهداء من المساجين في عصره، فهل هذه هي انجازات محمود وجدي في السجون المصرية، فكنا نأكل في عهده في السجن الفول والارز والخبز، لمدة 17 عاماً، واقسم بالله العظيم لم اذق خلال الـ17 عاماً سواء الاصناف الثلاثة فقط وكان السجان يأتي لنا بالطعام ويضعه علي الارض دون اطباق وكنت اخرج من وجبة العدس الواحدة عندما اقوم بتنقيتها علي الارض ما يزيد علي 25 دودة فهل هذه مكافأة للواء محمود وجدي الذي اخشي ان يحول مصر الي سجون كبيرة كأبو زعبل وليمان طره والعقرب الذي مات في زنازينه المئات من شباب مصر اليافع واضاف بصوت حزين وقال: »انا لفيت السجون كعب داير« قضيت عاماً في سجن الاستقبال، وعاماً آخر في ليمان طره ثم كنت أنا أول سجين يدخل سجناً شديد الحراسة »أو ما يسمي بالعقرب« بعد افتتاحه في شهر 6 عام 1993م ونقلت في حملة تأديبية لسجن ليمان أبو زعبل قضيت فيه 12 عاماً دون زيارة وفي حبس انفرادي. وأضاف: كنا 47 معتقلاً سياسياً، مات مننا 8 واتذكر السفاح الضابط وليد فاروق النادي، الذي كان يتولي تعذيبنا وكان يشترط علينا ان نتجرد تماماً من ملابسنا، وكنا بالتالي لا نصلي لأن عوراتنا مكشوفة، وكانت إدارة السجن تعطينا »بدلة خيش« كل عام والـ48 معتقلاً فقدوا اسنانهم جميعاً بسبب عدم وجود ملح في الطعام ادي الي نقص الكالسيوم فبكي عندما تذكر موقفاً، قائلا: انا كنت في عنبر 5 زنزانة انفرادي وضابط السجن فتح لي الزنزانة وقال لي »ادخل الزنزانة اللي جنبك وخلي زميلك يفك الاضراب عن الطعام اللي عمله لان مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة معانا. واكمل كلامه قائلاً: فدخل الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخاً »لا اريد ان اقول اسمه« ملقي علي الارض وبدون ملابس تماماً فقلت له لماذا أنت مضرب عن الطعام فقال لي، كنت مريضاً فطلبت من ادارة السجن علاجاً فأعطوني ولكن العلاج كان ليس علاجاً لمرضي ولكنه كان منوماً، ثم قام ضباط السجن بادخال الجنائيين عليا فاعتدوا علي جنسياً فقررت ان اضرب عن الطعام، وبعدها بلحظات قد فارق الحياة. وأضاف: كما اتذكر أخي »خالد كمال ابو المجد« الذي توفي ايضا بعدما اعتدوا عليه جنسيا واضرب عن الطعام حتي الموت وبدأ يكشف عن اسماء المعتقلين الذين استشهدوا داخل السجون وقال: اتذكر أخي »أحمد عبد الرحمن« الذي كان يعاني من مرض البواسير وظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتي مات بالجفاف فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم الي ثلاجة الموتي. أما أخي الشهيد »حسن محمد إبراهيم« فقد مات من شدة التعذيب وكذلك الاخ »مجدي عبد المقصود« ولا استطيع ان انسي الاخ الشهيد »نبيل علي جمعة« الذي مات وهو جالس علي الجردل اثناء قضاء حاجته، وكذلك الشهيد »أحمد عبد العظيم« الذي توفي عام 1997 من شدة التعذيب في السجن، وكان الشهيد »يوسف صديق باشا في الثلاثينيات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضي حاجته علي نفسه حتي مات وكان المجرمون السفاحون هم الذين يعذبوننا حتي الموت وهم: وليد فاروق ـ ضابط امن الدولة، وأشرف اسماعيل ـ رئيس مباحث السجن، وعن جرائم هؤلاء الضباط قال: كان رئيس المباحث ـ أشرف اسماعيل ـ »يقول لنا ده لو الواحد حبس حمار كان مات« فرد عليه احد المعتقلين احنا معانا كتاب ربنا، فقام هذا المجرم بلم جميع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها امام اعيننا ونحن مكبلون الايدي والارجل فكان هذا الضابط يفعل ما لا يتخيله عقل، فكنا قرابة 100 معتقل في التأديب فكان يجمعنا ويقول لنا طوفوا حول هذه الشجرة وقولوا لبيك اللهم لبيك، وكان يأتي بصورة حسني مبارك ويقول لنا اسجدوا تحتها فاعترض احدنا فقتله فسجد جميع الباقين وكنا شباباً في العشرينات من عمرنا ولكن كانت قلوبنا تتقطع حزناً وألماً، وبعد هذه المشاهد التي لا استطيع ان احكيها كلها لأن بها احداثاً لا يصح ان احكيها، قام الرئيس مبارك بإعطائه وسام شرف في أحد اعياد الشرطة. وكذلك المجرم الضابط طارق إلياس كان يدخل كل زنزانة ويعطي لها الطعام فكان الطبيعي ان يأتي بمغرفة العدس ويضعها علي الارض دون اطباق ـ وكنا راضون بذلك ـ ولكن كان يقوم بوضعها علي رأسي ويقول »كل بقي العدس من علي راسك« وكان لا يوجد مياه لكي ننظف انفسنا أو نغسل الخيشة التي كنا نرتديها فكنا في حالة تعفن صعبة وأشار الي ان الضابط ايمن طاهر بيلعب مصارعة فكان يأتي بالمعتقلين ويتمرن فيهم كل يوم، وقال: والضابط باسل حسن وعلاء طه كانا يمارسان التعذيب علينا أيضاً. أما عن مطالبه فقال: لابد من حل جهاز أمن الدولة والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وقال: سأقوم برفع قضية علي الضابط المجرم علي أحمد سليمان ـ مدرب حراس مرمي النادي الأهلي الذي كان يمارس علينا أشد ألوان التعذيب.

أمام محمد إسماعيل عبد الغني فقال: تم اعتقالي من 81 ثم خرجت ودخلت عشرات المرات إلي أن خرجت من المعتقل بعد مقتل السيد بلال، وقال ان ضباط السجن امثال مجدي الفار ومحمد السعيد لابد ان يعدما علي ما ارتكباه من إجرام في حق المساجين السياسيين الذين نزفت دماؤهم الشريفة وقت التعذيب. وقال: وكان ما يؤلمني هو لحظة الحكم بالافراج فكنا نطلق عليه اسم »إحراج« لأن الافراج لم يطبق علينا فأنا حصلت علي عشرات الاحكام بالافراج عني ولكن الضباط يتحفظون علينا في جهاز أمن الدولة بلاظوغلي ثم يفبركون محضراً، حتي ظللت في هذه الدوامة قرابة الـ20 عاماً. وعن الكوارث التي تحدث في سجن الوادي الجديد فيقول: ان ضابط السجن دخل علينا ونحن نصلي واجبرنا علي التسليم من الصلاة وقال لنا »كلكم تصلون وتقولون مبارك أكبر.. جمال أكبر« وأخذ يضحك ويستهزئ ونحن نبكي أمامه في مقر أمن الدولة بلاظوغلي فقال: فكنا نصلي »بالغماية« فقام أخ بنزعها فوجدنا واقفين علي شكل دائرة كلنا في وجه بعضنا نصلي الظهر، وكان الحلاق يدخل علينا في الزنزانة ويحلق لنا شعر رأسنا وحواجبنا وذقننا وصدرنا ويتم تعذيبنا وضربنا بمواسير من حديد. وعن أشكال التعذيب التي تتنافي مع الآدمية قال: كان الضباط يمرحون بنا فكانوا يجبروننا علي أن نمشي علي أربع ونخرج كما يخرج البعير ونحن بلا ملابس تماما، وكان الضابط يأمرنا بتغيير أسمائنا لأسماء بنات فطلب مني أن أغير اسمي إلي اسم بنت فقلت له أنا حذيفة، فظن أنه اسم انثي فتركني. وأتذكر الضابط مدحت محمد عندما قال له المعتقل محمد أسامة أنا اخويا ضابط فرد عليه وقال له أنت وأخوك والحكومة »وربنا« هسجنكم بنفسي.

وكشف هيثم إبراهيم - الذي قام بتغسيل السيد بلال وهو أقرب اصدقائه، عن وقائع جديدة في عملية قتله حيث قال: استشهد السيد بلال في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة ثم تم نقله إلي مشرحة كوم الدكة، فأسرعت إلي المشرحة ودخلت غرفة المشرحة ووجدت الشهيد في كيس ففتحت هذا الكيس وقمت بتصوير أماكن التعذيب التي تعرض لها السيد، إلي أن شاهدني أحد المخبرين فكتفني واعتدي علي بالضرب، وحضر الغسل معي ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية وخالد شلبي رئيس مباحث الإسكندرية، وشاهدت بعيني سحجات في رأس السيد بلال مكان مشابك الكهرباء نتيجة التعذيب، بالإضافة إلي طعنات تحت كتفه وفي فخذه وفي رجله وتقدر بـ 50 غرزة، بالإضافة إلي أن عورته كانت متورمة تماما، وعلمت من أصدقاء السيد الذي اعتقلوا معه أن عددهم كان 23 أخ محتجزين في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة وأن السيد وضعه ضباط أمن الدولة علي سرير التعذيب الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة حتي فارق الحياة.

وبعد كل هذا قال لنا الضابط خالد شلبي: »الرمة ده لازم يدفن دلوقتي، ولو مش هتدفنوه، إحنا هندفنه في مدافن الصدقة«، وحتي الآن يتصل خالد شلبي وناصر العبد وقيادات أخري بمديرية الأمن بأسرة السيد بلال يهددونهم بخطف بلال ابنهم، وأضاف: الذي حال بينه وبين الحضور هو أن ضابطاً من المديرية اتصل به قبل بدء جلسة الاستماع وقال له إن حضرت ستعود إلي المنزل ولن تجد ابن أخيك.

أما عن أحداث كنيسة القديسين فقال والد المعتقل السيد إبراهيم، إن ابنه تم اعتقاله عقب زواجه بخمسة أيام وقام الضباط بسرقة كل ما في البيت لحظة التفتيش حتي إن المخبر لقي استمارة بطاقة فاضية فأخدها في جيبه وكذلك سرق التليفون المحمول. وتحدثت والد المعتقل ممدوح علي هنداوي - في أحداث الكنيسة وقالت إن ابنها ايضا قد تزوج حديثا أي قبل اعتقاله بـ ٧ أيام، وقالت إنها ذهبت في زيارة لابنها في سجن طره وشاهدت آثار التعذيب علي جسده، وقال لها إن أيام الثورة ألقي عليهم ضباط السجن القنابل المسيلة للدموع وعندما فرت الشرطة وتركت السجن خرج من خرج وتبقينا نحن في المعتقل وجلسنا 4 أيام دون طعام أو شراب ولا أحد يسأل عنا. وتحدث ايضاً والد المعتقل حمادة مصباح حمادة محمد الذي بكي من شدة حزنه علي فراق ابنه واعتذر عن عدم استطاعته الحديث بعدما سمع كل ألوان وأشكال التعذيب التي تمارس علي المعتقلين في السجون. وفي النهاية عقب المهندس هيثم ابو خليل عن هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها زبانية مبارك علي شباب مصر داخل السجون وقال إن عصر مبارك كان استدعاء لعصر حمزة البسيوني فكما تم توثيق عصر سجون السادات لابد ان نوثق جرائم السجون في عهد الطاغية المخلوع مبارك، وطالب الحضور بتأليف كتب عن ما جري في السجون المصرية وأنواع وأشكال التعذيب وما سلخانات التعذيب وطالبهم بالدخول علي الفيس بوك ليقوموا بفضح كل المتورطين في جرائم التعذيب، وطالب الحضور بمراسلة الصحفيين مشيراً الي ان سجون العقرب والوادي الجديد وأبو زعبل وطره أشد قسوة من سجن جوان تناموا. ثم تلا خلف بيومي ـ مدير مركز الشهاب لحقوق الانسان قائمة العار من ضباط الداخلية المتورطين في التعذيب وكان في مقدمة هذه القائمة السوداء: اللواء محمود وجدي ـ وزير الداخلية واللواء محمد إبراهيم ـ مدير أمن الاسكندرية السابق وخالد شلبي وناصر العبد وخالد سعد ومجدي الفار ومحمد السعيد وطارق اسماعيل وباسل حسن وعلاء طه ومحمد ابو حتيتة ومحمد إبراهيم ووائل الكومي ومحمد صبري ومحمد التهامي وإبراهيم النجار وأحمد المجبر ومعتز العسقلاني وهيثم صبحي.

المصدر: الوفد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

facebook

https://www.facebook.com/?sk=lf
Powered By Blogger